Monday, December 10, 2007

و عادت الايام

لحظات سريعة مرت و عادت الايام
و لا يوجد الكثير من الكلام
فالكلام كما هو و لكن شعورنا نحو هذه الايام هو الذى يتجدد
و كأنها بصيص أمل للبأس الحيران أو فقيد عاد لاهله بعد طول غياب

فالجديد بالنسبة لى هذا العام هى تلك الامتحانات النهائية التى اصابتى بقدر ليس قليل من التوتر
لقد جاءت سريعا هى الاخرى
و لا يسعنى غير الدعاء فى تلك الايام و ان يبارك الله فى الوقت و يعين الطلاب جميعا على المذاكرة
وسأشارك الحجيج بقول لبيك اللهم لبيك و لكن بالمذاكرة .فقد يكون هذا هو المعنى الجديد لدى هذا العام
و اخيرا اسألكم الدعاء و اترككم مع هذه التدوينة بعنوان "صوت يجذبنى" التى نشرتها العام الماضى فى مدونة "شوية أفكار". كما سأقوم بنشر بعض المواضيع بعنوان "من معانى التجرد"و التى سبق نشرها ايضا لعلها تكون انطلاقة لنا هذا العام بأذن الله فتابعونا

انه نفس الصوت الذى يجذبنى كل مرة و كأنى اسمعه لاول مره , هذا الصوت الذى لا اعرف كيف اصفه , فهل اصفه بالقوة ام الحنين ام الانين ؟! , يجذبنى بقوة و لا يكتفى بذلك بل يحتل عقلى و قلبى دون مقدمات و دون ان اغضب منه انه دخل بهذه الطريقة , فهو لم يترك مجال لى فى الرفض او القبول لانه تسلل الى رويدا رويدا بحنين عجيب لم اشعر به الا مع هذا الصوت , فى كل مرة اتأمله اجده أجمل و أروع كأهل الجنة كلما لبثوا فيها يزداد جمالهم جمالا دون دخل منهم , بل ارادة ربانية ارادت ذلك , و كذلك هذا الصوت . هذا الصوت الذى جعل لسان حالى و قلبى يردد نفس ما يقول و بنفس النبرة و الحنين و كأنى انا صاحبته و اسمع صداه فى الكون مدويا . هذا الصوت الذى لم يكتفى بأسر مشاعرى وحدى بل اسر مشاعر الاخرين دون غيرة منى على ذلك , كأهل الجنة عندما نزع الحقد و الغل منهم, فلم يتحاسدوا او يتباغضوا . الم اقل لكم انه صوت له جاذبية بل و قدرات عجيبة . انه صوت ملائكى يسحب بساط مشاعرى الى حيث كان هو , لا الى حيث موجودة انا , فأنه يجذبنى دون ان يأتى , يجذبنى بقوة لو وزعت على مشاعر الاحبة لكفتهم , و هذا ما يجعل عيونى تبكى كلما سمعته , لاننى لا استطيع ان اكون حيث كان , و كأن ارادة الله لم تجىء بعد كى يجمعنى به , فكم تمنيت ان اجتمع به على ارض الحقيقة و لو لحظة , و هذا ما يجعل قلبى ينزف فى صمت , ينزف و الطبيب لا يرى هذا النزف و لا يعلم به , و لن يظهر , و لم يظهر اثره على بقية اعضائى فمرضت , بل جعل اعضائى تزداد قوة و نشاطا و تعمل اكثر من اجل ان يجمعنى الله به, اليس من العذاب ان تكون حالتك كهذه الحالة التى لا يشعر بها احد و كأنك خلقت فى هذه الدنيا وحيدا ؟!, و الاعجب من ذلك ان يكون من حولك عندهم نفس هذه الحالة و كل شخص منهم يشعر بنفس ما أشعر و لكن فى صمت تأبى الاعين ان تخفيه , فترى الجميع فى صمت كلهم يعملون لنفس الغرض , و كأن الكل توحد دون ارادة او مقدمات , فهل ذلك الصوت صوت جاء من السماء بهذه القوة كى يوحدنا بعد ما فرقتنا و شتتنا متاعب الحياة , نعم انه كذلك , و حان الوقت ان أذكر كلمات هذا الصوت الذى يدواى الجروح و يغنى الفقير و الغنى و كأنهم فى نفس المرتبة , سأذكر كلماته الان و اعلم انها ستصلكم بنفس النبرة التى اسمعها الان فى اذنى بالرغم انه لا يوجد اتفاق بينى وبينه , فهذا الصوت ليس صوت اغنية لحنها ملحن فتعارفت بين البشر هكذا و لكنه صوت اتفق الجميع على ترديده هكذا كأنه لحن نفسه بنفسه و جعل آلاته الموسيقية ملايين البشر يعزفون احلى كلمات الدنيا , فذلك الصوت هو صوت الحجاج عند قولهم " لبيك اللهم لبيك , لبيك لا شريك لك لبيك , ان الحمد و النعمة لك و الملك , لا شريك لك" , الم اقل لكم انه صوت عجيب يحمل الكثير و الكثير من المشاعر و المعانى , اللهم اجمعنا جميعا بهذا الصوت . لحظات و تأتى ايام ذى الحجة , لحظات و سنجد هذا الصوت يعلو اكثر و اكثر , لحظات و سنشعر بمعانى التجرد و التوبة مرة اخرى الى الله عز و جل بعد ما شعرناها فى رمضان , فكما اجتهدت الناس فى العشر الاواخر من رمضان بالاعمال الصالحة و الدعاء , سيجتهدوا مرة اخرى فى العشر الاوائل من ذى الحجة , انها حقا ايام عظيمة و ليال اقسم الله عز و جل بها فى كتابة العزيز : بسم الله الرحمن الر حيم " و الفجر و ليال عشر " , فلن اقول ماذا نفعل فى هذه الايام ؟, لان المشاعر تأخذنا جميعا الى العمل , فالأعمال الصالحة كثيرة من صلاة و صيام و ذكر و دعاء و بر والدين و صلة رحم و تلاوة قرآن و مذاكرة و عمل وظيفى و صدقات , المهم ان النية تكون مجردة و خالصة لله وحده , فمن رحمة الله و شمول الاسلام انه لم يحصرنا فى صلاة و صيام فقط , بل جعل حياتنا كلها لله اذا وضعنا النية لذلك , و لكن هناك لحظات يشعر الانسان فيها انه يريد ان يضاعف مجهوده لاهمية هذه اللحظات و الايام فى حياته , فبجانب المذاكرة و العمل يصوم و يقوم الليل و يتضرع بالدعاء و يقوم بأعمال خيرية اخرى , حبا منه فى ذلك , و انا اعتقد ان الايام القادمة ان شاء الله مثل هذه اللحظات , و قد تكون لحظات فارقة و تغير الكثير منا اذا اخلصنا النية , فاللهم وفقنا لما تحبه و ترضاه

No comments:

Post a Comment

انطلق برأيك