Thursday, December 18, 2008

حدثى شيخى3

بعدما جلسنا ككل مرة نستمع الى القرآن ثم الدعاء من شيخنا بدء الحلقة باستكمال موضوعنا عن الطريق الى النفس المطمئنة
فقال : لقد مررنا بأيام عظيمة نتعلم منها اعظم درس لتفادى الغفلة
أتدرون ما هو؟
فكرنا فقلنا : لعله الذكر
قال:و ما دليلكم
قالت اخت منا : قال الله عز و جل
: { ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات } ( الحج 28 )
، وقال : { ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم فإذا أفضتم من عرفات الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين * ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم * فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا } ( البقرة 198- 200)
فاستكملت الاخرى قائلة:
هناك حديث للسيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إنما جعل الطواف بالبيت ، وبين الصفا والمروة ، ورمي الجمار لإقامة ذكر الله ) رواه الترمذي وغيره
فاستكملت :
و عن نبيشة الهذلي رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال :( أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله ) رواه مسلم

و اختتم الشيخ الادلة بهذا الحديث :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل الذى يذكر ربه و الذى لا يذكر ربه مثل الحى و الميت
فان كانت السلسة عن الطريق الى النفس المطمئنة و كيفية مقاومة النفس الغافلة فاعلموا ان الذكر سلاحنا
فكل شىء يسبح حولنا و نحن فى غفلة
فاذا عرفتم فالزموا

Thursday, December 4, 2008

حدثنى شيخى2

استكمل شيخى حديثه عن النفس الغافلة و قال:

ان الكثير من الناس يتغافلون عن أنفسهم لانهم اذا بحثوا فيها سيجدون اشياء كثيرة خاطئة مستمتعين بها لا يريدون تغييرها و البعض الاخر لن يفكر فى نفسه و عيوبها و سينشغل فى عيوب الاخرين اما الفئة الاخيرة فستحاول البحث و لكن لن يتوصلوا الى المشكلة و من سيعرف المشكلة سيتكاسل فى حلها و القليل هم من يصابر و يثبت حتى يكسب المعركة مع نفسه

فقلنا يا شيخ : أتوجد معركة بيننا و بين أنفسنا؟

قال: و لم لا و هى عدونا الاول

الشيطان و نفسى و الهوى كيف الخلاص و كلهم اعدائى

فيجب ان نحارب النفس التى تشبثت بعادات خاطئة و شهوات تحكمت فيها

و المحاربين كثر فى ساحة الحرب

فهناك ابو سليمان الدرانى الذى قال:

مازالت اسوق نفسى الى الله و هى تبكى اليه حتى وصلت و هى تضحك

و قال السلف : النفس دابة فمن سيسوق نفسه و من ستسوقه نفسه؟

فقلنا يا شيخ : و ما العمل؟

قال:يجب أن نتأمل فى أنفسنا جيدا كى نعرف اين يكمن الخطأ و ما هى نقاط ضعفنا التى يدخل منها الشيطان حتى لا تتزعزع انفسنا . فنحن امام مغريات و فتن كثيرة و هذه الفتن لا تحتاج نفس ضعيفة الا وقعت فيها . و نضرب كمثال عبدالرحمن الداخل الذى هرب هو و أولاده الى الاندلس مطلوب رأسه من قبل الدولة العباسية التى كانت تقتل أى شخص من الامويين .هذا الرجل أقام دولة قوية بالاندلس و أقام خلافة أموية و لم تتزعزع نفسه امام كلام الناس عن امر قتله فى اى وقت لانه من بنى أمية . فالقد وضع هدف امامه و ساق نفسه الى المعالى لا الى الهاوية .

قلنا يا شيخ : و لكن الم يخف من القتل ؟ فمن الممكن ان يقول عنه البعض انه لم يأخذ بالاسباب اذا قتل؟

قال:الم أقل لكم انها حرب مع النفس .الامر ليس هكذا ولكنه يتعلق بهمة تناطح السحاب , فان يموت المرء مجاهدا شريفا عالى النفس افضل ان يموت جبانا خائفا . و لننظر الى هذه النفس التى لم تخاف الا الله , ماذا فعلت , اقامت دولة عظيمة بالاندلس . و هذه النفس هى التى نحتاجها اليوم , النفس التى لا تخاف الا الله , التى لا تتزعزع امام الفتن و الجلاد .

قلنا: و كيف لنا ان نصل الى هذه الدرجة ؟

قال:ان تعرف نفسك جيدا فلا تتزعزع و لا يشكك فيها أحد

قلنا :استكمل يا شيخنا قالقد شوقتنا الى المعالى.

قال : هناك مقدمات يجب أن تضعها أمامك كبداية لاصلاح النفس و كبداية لتعرف نفسك

فالقد قال تلميذ مالك : من تفرس فى نفسه فعرفها صدقت له فراستها فى غيره

قلنا : و ما تلك المقدمات؟

قال: اولا أن تعرف سر وجودك و حياتك

فالجميع مشترك فى خصائص و طبائع عامة للنفس يجب التعرف عليها و يجب معرفة المفروض ان تكون عليه النفس

فالقد قال الله عز و جل " افحسبتم انما خلقناكم عبثا و انكم الينا لا ترجعون"

و لكى تعرف ما يجب ان تكون عليه يجب ان تعرف اولا لماذا خلقت؟و ما قيمتك فى الحياة؟ و ما هى خصائصك , صفاتك , عيوبك , ايجابياتك و سلبياتك

و ليس كما يردد البعض "لا اعلم من اين جئت و لكنى اتيت"

فهذا خطأ كبير , و يجب علينا ان نعرف لماذا جئنا و من اين اتينا حتى نكتب بطاقة تعريف لانفسنا

قلنا :و ما فائدة بطاقة التعريف لانفسنا؟

قال : و كيف تكون صديقا و انت لا تعرف صديقك و كيف تكسب عدوك و انت لا تعرفه ؟

فأن موطنا الاصلى الجنة و جئنا لعبادة الله و عبادة الله هنا تفسرها ايه جميلة توضح شمولية العبادة الا و هى

"قل ان صلاتى و نسكى و محياى و مماتى لله رب العالمين"

فالحياة كلها لله و من المفترض ان تنبع اعمالنا كلها من مصدر واحد الا و هو ارضاء الله

فتعمير الارض عبادة و النجاح و المذاكرة و العمل و النكاح و حتى الابتسامة و النوم عبادة اذا وضعنا النية لذلك

قلنا : و بذلك نكون عشنا حياتنا لله

فقال: لا تعتقدون الامر سهلا فالحياة فى سبيل الله صعبة . لا اقول ان الامر مستحيلا و لكنه ليس يسيرا و لكن ستمرون بكثير من الفتن التى ستبين من سينجح و من لا.

قلنا : اذن يجب ان نعرف ان موطنا الاصلى الجنة و اننا خلقنا لعبادة الله بالمفهوم الشامل للعبادة حتى لا نتهاون مع انفسنا و نجعلها دائما فى رقى فلا تتكاسل حتى تلحق بركب الناجحين الى الجنة

قال: الان يمكن ان اقول انكم فهمتم ما اريد من المقدمة الاولى و يمكننى الان ان انتقل الى المقدمة الثانية باطمئنان

فالمقدمة الثانية هى

"قد أفلح من زكاها و قد خاب من زكاها"

فيجب ان نعلم ان سر الفلاح فى تزكية النفس باستمرار و ان سر الخيبة و الخسران فى دس النفس فى شهواتها و ملذاتها

فالمعادلة كلاتى:

شخص عرف سر حياته:سيعمل على :الوصول الى الله :عن طريق:تطهير نفسه:فوصل الى الهدف

شخص عرف سر حياته:لم يهمه الامر و لم يزكى نفسه: فكانت النتيجة الخيبة و الخسران

قلنا : و ما علامات الخيبة ؟

قال:

عدم التزام

ضعف ارادة

جبن

عدم مواجهة للحياة

فاندهشت و قلت فى نفسى : كنت أظن اننى لست من فئة المعادلة الثانية و لكن دلائل الخيبة ليست بعيدة عنى

فقال الشيخ و كأنه يقرأ افكارى: يظن البعض انه بعيد عن المعادلة الثانية و قد يكون السبب انه لا يتأمل فى نفسه و ينظر لعيوب الاخرين كما قلنا فى بداية الحلقة و لكن الحقيقة هى اننا لسنا ببعيد عن اصحاب المعادلة الثانية و لكن هذا ليس تحبيطا و لكن خطوة لمعرفة انفسنا على حقيقتها حتى نعمل على تزكيتها و لكن الاسف كل الاسف لمن استمر فى معادلته الثانية .

قلت: يا شيخ و كيف تكون علامات الخيبة مرتبطة بنفوسنا , اليس من الممكن ان تكون هذه الاسباب سبب الظروف الصعبة التى نحن فيها الان؟

قال: ان المنطق التبريرى كثر هذه الايام و فى الواقع ان المنطق التبريرى ناتج من كسل فكرى و تقافة الكسل العام . فلا يجب ان نعلق كل شىء على الظروف لاننا اذا اصلحنا أنفسنا سنملك تغيير هذه الظروف ان شاء الله لان اصلاح النفس الحقيقى سينعكس بشكل تلقائى على الظروف و بالتالى سيزيد عدد الصالحين المصلحين و سيكون هناك أمل فى تغيير أوضاعنا السيئة.و هذا ايضا لا يعانى التعارض بين اصلاح النفس و الظروف فى آن واحد

أما عن ارتباط هذه النقاط بالنفس فهذا ما سنوضحه الان

ففى الدنيا علامات كثيرة منها

1_ضعف الارادة و الهمة:
يكون بسبب احتلال النفس للشخص و عدم معرفته بدأ أو سلك أو تكملة الطريق الصحيح

2_التردد

عدم الثبات على رأى أو اختيار و يصل الامر الى ابعد من ذلك و نجد ان العمل الخيرى الذى نقوم به بدافع الهوى و النفس فى حب الظهور , الشهرة , او اشياء اخرى .

3_الذل:

يكون الانسان عبد لنفسه , لا يستطيع أن يرفض لها طلب فتسوقه لمواطن السوء

فلا يستطيع ترك التدخين, ترك العصبية و الغضب , ترك الغيبة و النميمة , ترك النوم الكثير و الكسل و ترك فيلم او مسلسل مثل نور , فيكون الانسان اسير لنفسه

4_الجبن:

فان النفس تخاف من السخرية و تخاف من كلام الناس و خاصة عند قول الحق

5_انعدام الحياء:

و لعلها ظاهرة منتشرة الان سواء فى الشارع او فى القنوات التلفزيونية

هذا فى الدنيا اما فى الاخرة:

الندم .فأحد الحكماء يقول :الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا

قد قارب الوقت على صلاة الجمعة و حان انتهاء وقت الدرس فكان السؤال : و ماذا نقعل الان الى اللقاء القادم يا شيخنا

فقال:

تجلسوا مع انفسكم فى جلسوة خلوة , انتم و انفسكم و الله رقيب عليكم

تمسكون بورقة و قلم و تكتبون : لماذ خلقتم و الى اين ستذهبون؟

ثم تفكرون فى هذه العلامات السابقة

تفكروا جيدا و لا تعتقدون انها بعيدة عنكم

و اكتبوا ما تروه فى انفسكم من نقاط ضعف و قوة كبداية لمعرفة انفسكم ثم ضعوا المعادلتين السابقتين امام اعينكم لتروا مدى تأثركم بهما الى ان نراكم فى الاسبوع القادم ان شاء الله

Saturday, November 29, 2008

سلسلة لبيك

ان هذه الايام حقا هى ايام مباركة تخرجنا من غفلتنا , تخرجنا من كسلنا و تكسر قيودنا و توحد شملنا
كيف ذلك؟
سأترككم الان فى رحلة مع سلسة لبيك كاملة عسى ان تكون فيها النفع و الاجابة ان شاء الله
صوت يجذبنى(1)ا
انه نفس الصوت الذى يجذبنى كل مرة و كأنى اسمعه لاول مره , هذا الصوت الذى لا اعرف كيف اصفه , فهل اصفه بالقوة ام الحنين ام الانين ؟! , يجذبنى بقوة و لا يكتفى بذلك بل يحتل عقلى و قلبى دون مقدمات و دون ان اغضب منه انه دخل بهذه الطريقة , فهو لم يترك مجال لى فى الرفض او القبول لانه تسلل الى رويدا رويدا بحنين عجيب لم اشعر به الا مع هذا الصوت , فى كل مرة اتأمله اجده أجمل و أروع كأهل الجنة كلما لبثوا فيها يزداد جمالهم جمالا دون دخل منهم , بل ارادة ربانية ارادت ذلك , و كذلك هذا الصوت . هذا الصوت الذى جعل لسان حالى و قلبى يردد نفس ما يقول و بنفس النبرة و الحنين و كأنى انا صاحبته و اسمع صداه فى الكون مدويا . هذا الصوت الذى لم يكتفى بأسر مشاعرى وحدى بل اسر مشاعر الاخرين دون غيرة منى على ذلك , كأهل الجنة عندما نزع الحقد و الغل منهم, فلم يتحاسدوا او يتباغضوا . الم اقل لكم انه صوت له جاذبية بل و قدرات عجيبة . انه صوت ملائكى يسحب بساط مشاعرى الى حيث كان هو , لا الى حيث موجودة انا , فأنه يجذبنى دون ان يأتى , يجذبنى بقوة لو وزعت على مشاعر الاحبة لكفتهم , و هذا ما يجعل عيونى تبكى كلما سمعته , لاننى لا استطيع ان اكون حيث كان , و كأن ارادة الله لم تجىء بعد كى يجمعنى به , فكم تمنيت ان اجتمع به على ارض الحقيقة و لو لحظة , و هذا ما يجعل قلبى ينزف فى صمت , ينزف و الطبيب لا يرى هذا النزف و لا يعلم به , و لن يظهر , و لم يظهر اثره على بقية اعضائى فمرضت , بل جعل اعضائى تزداد قوة و نشاطا و تعمل اكثر من اجل ان يجمعنى الله به, اليس من العذاب ان تكون حالتك كهذه الحالة التى لا يشعر بها احد و كأنك خلقت فى هذه الدنيا وحيدا ؟!, و الاعجب من ذلك ان يكون من حولك عندهم نفس هذه الحالة و كل شخص منهم يشعر بنفس ما أشعر و لكن فى صمت تأبى الاعين ان تخفيه , فترى الجميع فى صمت كلهم يعملون لنفس الغرض , و كأن الكل توحد دون ارادة او مقدمات , فهل ذلك الصوت صوت جاء من السماء بهذه القوة كى يوحدنا بعد ما فرقتنا و شتتنا متاعب الحياة , نعم انه كذلك , و حان الوقت ان أذكر كلمات هذا الصوت الذى يدواى الجروح و يغنى الفقير و الغنى و كأنهم فى نفس المرتبة , سأذكر كلماته الان و اعلم انها ستصلكم بنفس النبرة التى اسمعها الان فى اذنى بالرغم انه لا يوجد اتفاق بينى وبينه , فهذا الصوت ليس صوت اغنية لحنها ملحن فتعارفت بين البشر هكذا و لكنه صوت اتفق الجميع على ترديده هكذا كأنه لحن نفسه بنفسه و جعل آلاته الموسيقية ملايين البشر يعزفون احلى كلمات الدنيا , فذلك الصوت هو صوت الحجاج عند قولهم " لبيك اللهم لبيك , لبيك لا شريك لك لبيك , ان الحمد و النعمة لك و الملك , لا شريك لك" , الم اقل لكم انه صوت عجيب يحمل الكثير و الكثير من المشاعر و المعانى , اللهم اجمعنا جميعا بهذا الصوت . لحظات و تأتى ايام ذى الحجة , لحظات و سنجد هذا الصوت يعلو اكثر و اكثر , لحظات و سنشعر بمعانى التجرد و التوبة مرة اخرى الى الله عز و جل بعد ما شعرناها فى رمضان , فكما اجتهدت الناس فى العشر الاواخر من رمضان بالاعمال الصالحة و الدعاء , سيجتهدوا مرة اخرى فى العشر الاوائل من ذى الحجة , انها حقا ايام عظيمة و ليال اقسم الله عز و جل بها فى كتابة العزيز : بسم الله الرحمن الر حيم " و الفجر و ليال عشر " , فلن اقول ماذا نفعل فى هذه الايام ؟, لان المشاعر تأخذنا جميعا الى العمل , فالأعمال الصالحة كثيرة من صلاة و صيام و ذكر و دعاء و بر والدين و صلة رحم و تلاوة قرآن و مذاكرة و عمل وظيفى و صدقات , المهم ان النية تكون مجردة و خالصة لله وحده , فمن رحمة الله و شمول الاسلام انه لم يحصرنا فى صلاة و صيام فقط , بل جعل حياتنا كلها لله اذا وضعنا النية لذلك , و لكن هناك لحظات يشعر الانسان فيها انه يريد ان يضاعف مجهوده لاهمية هذه اللحظات و الايام فى حياته , فبجانب المذاكرة و العمل يصوم و يقوم الليل و يتضرع بالدعاء و يقوم بأعمال خيرية اخرى , حبا منه فى ذلك , و انا اعتقد ان الايام القادمة ان شاء الله مثل هذه اللحظات , و قد تكون لحظات فارقة و تغير الكثير منا اذا اخلصنا النية , فاللهم وفقنا لما تحبه و ترضاه

لبيك قولا و فعلا(2)ا
هل تأملنا هذه الكلمات يوما؟
هل تأملنا ما يفعله الحجيج؟
فأول كلمة يرددها الحجيج "لبيك"
تركوا منازلهم و دفعوا أموالهم و تحملوا مشاق السفر كى يقولوا
"لبيك"
و لكن هل القول يكفى؟
لو كان القول يكفى لكان الامر يسير
و لكنه درس عملى و كأن الله يثبت فى قلوبنا
"كبر عند الله مقتا ان يقولوا مالا يفعلون"
فالحجيج لا يقولون لبيك و هم جالسين منعمين و لكن يرددونها اثناء تأدية شعائر الحج التى بالفعل تبثت مفهموم "لبيك" . فكم رأينا اناس محمولة على الكراسى فى الطواف بين الصفا و المروة فقط لتقول "لبيك"
بمنتهى الخضوع و الاستسلام لله الواحد الاحد ,لبيك بالعمل , لبيك بالجهاد. و اول جهاد فى هذا الحج هو جهاد النفس و الهوى
ثانيا هو صورة لجهاد آخر , فالذى ترك امواله و أولاده مرة من أجل الله عز و جل قادر على ان يتركهم مرة اخرى لاجل الله ايضا . حتى اذا ما دعوا الناس للجهاد و مساعدة اخوانهم المسلمين فى انحاء الارض سواء بالمال أو النفس أو الوقت وجدنا من يقول "لبيك", و جدنا من تفيض أعينهم حزنا من الدمع ألا يجدوا ما ينفقون سواء كان بالمال أو .
بالنفس , ووجدنا ايضا من سيتخلف مبررين معتذرين شغلتنا أنفسنا و أهلونا .لذلك ارى فى الحج نموذج عملى للجهاد. فمن منا لم يرى أناس بكت أعينهم حزنا على عدم وجودهم مع الحجيج, و من منا لم ير أناس منعمين و قالوا شغلتنا أنفسنا و أهلونا و مناصبنا و كيف سنحج و نحن شخصية عامة و نخاف على أنفسنا؟!
لذلك كانت الكلمة الثانية بعد "لبيك " هى "اللهم " و التى تدل على قمة الاستسلام لله و كأننا نعلن لله فقرنا و حاجتنا و اننا نستعين بك وحدك يارب على اهلنا وا نفسنا و حياتنا ليترسخ معنى اخر "اذا استعنت فاستعن بالله "
لا نستعين بمعونات خاريجية اذللنا لها انفسنا . ثم يقول الحجيج مرة اخرى "لبيك " حتى يترسخ معنى "التوكل" لا التواكل . ففى كل خطوة نخطوها و نستعين بالله فيها نعمل و نبذل لا نتواكل ثم نقول " لا شريك لك"
كأنها تذكرة و تجديد للنية . فاذا كنا نناضل و نجاهد , يجب أن نسأل انفسنا لاجل من؟ و أى مرجعية نستند عليها ؟ .و كأن "لا شريك لك "اعلان منا اننا نناضل يارب من اجلك لاقامة منهجك فى الارض لا لمنصب و جاه أو شهرة و تفاخر أو لاسباب اخرى تبعد عن "لا شريك لك". ثم نقول"ان الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك"
حتى لا نقول كما قال قارون "انما اوتيته على علم " و يصبح شكرنا لانفسنا و بذلنا انما الشكر لله أن اعاننا على ذلك المجهود , الشكر لله ان وفق الحجيج ان يقفوا مثل هذه الوقفة , الشكر لله أن اعان الحجيج على تأدية مناسك الحج بالرغم من صعوبتها . الشكر لله فقط و ما نحن فيه من نعم انما من الله " و النعمة لك و الملك " .و هذا الملك الذى نعيش فيه انما ملك الله لا ملك دولة و لا امبراطورية و كأنها ترسخ معنى " الله احق أن تخشوه " لا نخشى من سلطان جائر و لا دولة متسلطة و انما نخشى الله. فلقد تدهور حالنا بالفعل عندما بعدنا عن هذه الكلمات التى يذكرنا الله بها كل عام ؛ لقد تدهور حالنا عندما أصبحنا نخشى الناس و تقوقعنا فى سلبية تبعد عن كلمة "لبيك" بما تحويها هذه الكلمة من ايجابية و عمل و مثابرة و جهاد ؛ لقد تدهورنا عندما اصبحنا نردد لبيك فى احزاب و جماعات متفرقة و لم نعى ان الحج ساوى بين البشر و جعلهم متفقين على كلمة واحدة و على عمل واحد . و هذا ما تريده الامة أن تتفق على كلمة واحدة و على عمل واحد فى صف واحد مدرك لاولويات و احتياجات الامة . فهل حقا ستكون هذه الكلمات شعار الامة و شعار كل شخص منا :
"لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك "؟

من معانى التجرد(3)
نريد ان نتجرد , و لكن من اى شىء نتجرد ؟, و ما هو نوع التجرد الذى نريده فى كلامنا هذا ؟, التجرد الذى نريده هنا هو ترك شىء محبب بحب لاجل من نحب , و هذا المعنى استخلصته من موقف الحجاج , فهم يتركون الاشياء المحببة الى انفسهم من بيت و اولاد و شهوات عديدة بحب من اجل الله عز و جل , فلم يغصبوا على ترك هذه الاشياء , بل تركوها بكامل ارادتهم و بمنتهى الحب . كما اننا نجد فى الحج معنى التجرد يشمل التجرد من الحرام و التجرد من الحلال , بمعنى ان هؤلاء الحجاج تجردوا من معاصيهم و اعلنوا التوبة , فتجردوا من الاشياء المحرمة ؛ بالاضافة انهم تجردوا من الحلال , فنجدهم مثلا قد تجردوا من النوم من اجل اقامة المناسك و الذكر و القيام ؛ نجد الرجال قد تجردوا من ملابسهم بقطعتين من القماش لاجل الله عز و جل و العمل بما امر ؛ و الملاحظ هنا ان العامل المشترك هو التجرد لله عز و جل فى كلا الحالتين . و من هنا اريد القول : لماذا لا نستغل نحن هذه الفرصة و هذه الايام المباركة و نتجرد ايضا من ذنوبنا التى نصر عليها ؟, و ان كان هناك من تخطى هذه المرحلة فلماذا لا يرتقى الى الدرجة الاعلى و هى التجرد من الحلال؟ , و ان كان كلا الحالتين يتطلبوا من الشخص الصدق مع الله عز و جل و التوبة النصوح مع اخذ خطوة الى سبيل التجرد , فلا يقول شخص و هو يجلس على المقهى انه فعلا يريد ترك السجائر و انه صادق و بالرغم من ذلك مازال يجلس , و هنا انا لا اعارض المقهى كمكان , و لكننى اقصد ان هذا الشخص لم يتخذ خطوة الى التجرد من هذه السجائر قد تكون بترك المقهى او بترك صحبة سيئة او ...الخ . لذا علينا ان نكون صادقين مع الله و مع انفسنا و نتخذ خطوة حقيقية من اجل الاصلاح , نعم الاصلاح , لان القارىء قد يتوهم ان عملية التجرد هذه عملية روحية فقط غير مرتبطة باصلاح الفرد من الجوانب المختلفة و المجتمع من حوله , مع اننا اذا دققنا فى معنى التجرد لوجدنا انه اول خطوة فى طريق الاصلاح . فاذا تجرد الانسان من طمعه و الحكام من جشعهم لانتشر السلام فى الارض.
و من هنا سأكتب بعض الاشياء التى سنحاول سويا التجرد منها فى هذه الايام بالاستعانة بالله عز و جل و الصدقة و الدعاء و الصدق و التوبة .
الشىء الاول :
التجرد من الغرور و الحقد
قد نقع فى الغرور بقصد او من غير قصد , فنجد الغرور احيانا يظهر فى طريقة كلامنا لاظهار اننا الاحسن و الاصح او فى سيرنا او من خلال بعدنا عن الفقراء و مساعدتهم من بعيد دون التقرب اليهم او من خلال عدم حمل حقيبة عيش مثلا بحجة " البرستيج" او ....او ,,,الخ ؛ و قد نقع فى الحقد على اشخاص اخرين لتحقيق نجاحات معينة لهم , فنجد صدرنا احيانا يضيق لهم و لا يتمنى لهم الخير , و امثلة من ذلك كثيرة . قد يتسائل البعض لماذا اخترت هذين الشيئين كأول شىء من معانى التجرد ؟, و الاجابة انى اخترتهم لعدة امور اولها انى لاحظت ان معظم المشاكل فى وقتنا الحالى تنتج من هذين الشيئين , و هذا لان الحقد يولد بالقلب الضغينة و الغرور يولد الكبر , فنجد مشاكلنا محصورة بين ضغينة و كره و بين اشخاص لا يريدون التنازل عن غرورهم و كبرهم من اجل الاعتراف بالخطأ و التسامح و الاصلاح , مع اننا فى وقت نحتاج الى ان نضع الساعد فوق الساعد , فى وقت نحتاج الى التعاون بشكلى عملى بدون غرور و حقد , بل تعاون بمحبة ؛اما السبب الاخر لما يولد التجرد من هذه الاشياء من معانى سامية و سماحة صدر تجعل الناس يعيشون فى سلام اكثر و هدوء و استقرار .
بذلك اكون قد انتهيت من الشىء الاول الذى يتطلب منا الصدق مع انفسنا و البحث فى اغوار النفس و خباياها عن الاشياء التى قد تدل على الغرور و الحقد و نحاول التجرد من هذه الاشياء فقط لله عز و جل , مع الدعاء و الصدقة بنية ان الله عز و جل يرزقنا التجرد من هذا الشىء .
مازال للحديث بقية و لمعانى التجرد تكملة فالنستمر معا بأذن الله فى خطوات الى طريق التجرد الاصلاحى
.

خطوات للتجرد الاصلاحى:الكاظمين الغيظ(4)

السلام عليكم
نستكمل سويا ان شاء الله معانى التجرد
و قبل ان نستكمل هل فعلا تجردنا من الحقد و الغرور ام ...؟
ادعوا الله عز و جل ان يجردنا من هذه الاشياء
المعنى الذى سنأخذه اليوم ان شاء الله
" و الكاظمين الغيظ "
نريد ان نتجرد من الغيظ الذى نراه يوميا مرسوم على وجه الكثير من الناس بسبب و بدون سبب , نريد ان نتجرد من هذا الشىء الذى يحول حياتنا الى جحيم دون ان نشعر , نريد ان نكظم غيظنا بقدر المستطاع . اعلم ان هناك من سيقول " و لكن هناك من يتعمد استفزاز الاخرين و لا يستحق ان نكظم غيظنا له " ارد و اقول نحن نكظم الغيظ لله عز و جل , لا نكظمه لشخص يستحق او شخص لا يستحق .
كيف اعلم: هل انا كاظم الغيظ ام لا ؟
سأرد من واقع الحياة و اقول : ان ضايقك احد الاشخاص مضايقة شديدة و استفزك بجميع الطرق و انت لم ترد الاساءة بأساءة و قلت له "ربنا يسامحك ", فأنت بذلك كظمت غيظك ؛ اذا ضايقك احد و قمت فتوضأت حتى لا يشتعل الامر اكثر و اكثر فأنت بذلك كظمت غيظك , اما اذا ردد الشتيمة بشتيمتين او اكثر من اول حديقة الحيوان الى جبلاية القرود فبذلك لا تكون كظمت غيظك , اذا تطور الامر و كسرت شىء او اغلقت الباب بقوة تهد البيت فبذلك لا تكون كظمت غيظك , و اذا تطور الامر اكثر و اكثر ووصل الى الضرب و السكينة و الساطور و اكياس فاكيد هذا لا يسمى كظم للغيظ . امممممممم....خلاص انا عرفت انا من اى الفريقين.
اذا كنت من الفريق الاول الكاظم للغيظ الذى علاماته تدل على ذلك:

  • فهنيئا لك و خذ خطوة أوسع وأمر من حولك بكظم الغيظ
  • و ادعو الله ان يرزقك الثبات
  • خذ خطوة اخرى جديدة الى التجرد
    اما ان كنت من الفريق الثانى لان افعالك تدل على ذلك :
  • فجاهد نفسك و تذكر تجرد الحجاج كما ذكرنا فى البوست السابق
  • حاول ان تفعل كما يفعل كاظم الغيظ , اذا ضايقك احد قم و توضأ و صلى ركعتين
  • " لا ترد الاساءة و ردها بقول " ربنا يسامحك
  • و اذا لم يتيسر لك هذا او ذاك فقم و اترك المكان مؤقتا لمن يسىء اليك حتى تهدأ الامور
  • و لا تأخذك العزة و تقول " كرامتى", بل تذكر هذه الايه "و الكاظمين الغيظ" و قول "ربى اكرم من كرامتى ", فلا تجعل الشيطان يلعب بك , فالامر يبدأ بشرارة و غيظ ثم خناقة ثم ضرب و ممكن يصل الى القتل و ان لم يصل الى هذا او ذاك فكفى ما يترك فى النفوس من شحناء و نحن لن نستطيع الاصلاح بنفوس كهذه لا تحاول ان تكظم غيظها .
  • استعين بالله بالتصدق و الدعاء بنية ان يجردك الله من هذا الشىء

قد تكون هناك حلول اخرى و لكن هذا ما الهمنى الله اياه فتوصل اليه ذهنى و كتبته يدى . فى النهاية يجب ان نعلم ان لكظم الغيظ فوائد صحية و نفسية على الفرد فى الدنيا و ثواب و اجر من الله فى الاخرة , كما ان له فوائد على المجتمع بجعله اكثر تعاونا و تماسك , مجتمع خالى من الاضغان و الاحقاد و الجرائم التى قد تحدث بسبب عدم كظم الغيظ

و الى ان نستكمل طريق خطوات للتجرد الاصلاحى سأترك نفسى و اياكم , كى نفكر فى هذا الكلام لعل يكون فيه الحل للكثير باذن الله


خطوات التجرد الاصلاحى:العافين عن الناس(5)

لقد تكلمنا فى الخاطرة السابقة عن " الكاظمين الغيظ" و نستكمل المعانى و نقول لك هنيئا اذا تمكنت من كظم غيظك و ان لم تتمكن فحاول و اصدق النية .
و لكن هل الامر يتوقف عند كظم الغيظ ؟ الحقيقة لا , فهناك معنى اسمى و هو " العافين عن الناس " . فهل يكفى ان تكظم غيظك ثم تجعل فى الصدر حاجة او ضيق معين من هذا الشخص الذى ضايقك , و لربما هذا الضيق يتجدد فى اى وقت و يشعل الامر اكثر من المفترض ان يكون ؟!, و من هنا نقول اننا نريد ان نتجرد حتى من هذا الضيق و البغض الذى نحمله فى قلوبنا لأناس ضايقونا . اعلم اننى اتكلم الان و اوجه هذا الكلام لناس تحملوا الاذى من الحبيب و صبروا على متاعب الصديق و أسوة الاهل و الغريب , اعلم انى اوجه هذا الكلام لناس كظمت غيظها بكل ما تستطيع و لم تبوح بجرحها و حزنها الا للمجيب ,و تركت الدمعة فى عينيها حتى لا يراها الاخرين , و لكن مازال امر العفو عن الاخرين امر صعب بالنسبة لهم لانهم تحملوا الكثير , و من هنا اريد ان اذكرهم بهذه الاية :

بسم الله الرحمن الرحيم " الذين ينفقون فى السراء و الضراء و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين ( ) و الذين اذا فعلوا فاحشة أو ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم و من يغفر الذنوب الا الله و لم يصروا على ما فعلوا و هم يعلمون ( ) أولئك جزائهم مغفرة من ربهم و جنات تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها و نعم أجر العاملين ( ) آل عمران 134-136

و نلاحظ هنا :
ان " العافين عن الناس " ذكرت بعد " الكاظمين الغيظ" , حتى نرتقى بأنفسنا و نسمو بها الى اعلى الدرجات , فلا تتوقف عند كظم الغيظ فقط و لكنها تصعد الى مرتبة اعلى و هى العفو عن الناس .
و نلاحظ الجزاء :
مغفرة من الله و جنات تجرى من تحتها الانهار
فهل هناك جزاء اكثر من ذلك؟!

و لنتذكر حالنا فى رمضان و العشر الاواخر و نحن ندعوا الله عز و جل " اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعفوا عنا " , هذا الدعاء الذى رددناه كثيرا لعل الله يستجيب , ألم يترك فى النفس معنى من المعانى العظيمة و هى العفو ؟!. لقد رددناه فى العشر الاواخر من رمضان و ها نحن نتذكره فى هذا اليوم من ايام العشر الاوائل من ذى الحجة لعلنا نتذكر كم المعاصى التى فعلناها فى امر الله حتى استحى اللسان من الدعاء و لكنه لم يجد فى النهاية وسيلة الا الدعاء لانه يعلم ان الله عفو غفور , و لانه يعلم ان لا ملجأ من الله الا اليه . اليس هذا الامر يستحق منا نحن كبشر ان نعفوا عن بعض ؟!, فان كان الله عز و جل بجلاله و عزته يعفو عنا , نأتى نحن البشر و لا نعفو عن بعض! . ارجو ان اكون جدد هذا المعنى فى القلوب حتى تصبح اكثر صفاء و نقاء . فيعيش الانسان فى راحة فى الدنيا و الاخرة .
ملحوظة اخيرة اريد ان اوضح بها هول الامر الذى يصل بنا عندما لا نعفو عن بعض :
و هى قضية "الثأر" , هذه القضية التى فقد و مازال يفقد بسببها ارواح الابرياء و خاصة فى الصعيد المصرى , هذه القضية التى اتعبت الكثير من الناس , اذا نظرنا لها سنجد السبب الرئيسى فيها بعيد عن العادات السيئة هو :
عدم العفو
ارجو ان اكون بهذه النقطة وضحت اهمية العفو عن الناس
و مازال للحديث بقية ان شاء الله فاستمروا معنا فى خطوات للتجرد الاصلاحى

خطوات للتجرد الاصلاحى:الانفاق(6)

"الانفاق"
قضية الانفاق من الامور الصعبة على النفس لدى كثير من الناس , لذا فالنتجرد اليوم من هذا الشىء: الشح
و الانفاق الذى نريده هنا له عدة اشكال , فقد يكون انفاق بمال , بوقت , بجهد او بكلمة طيبة فالكلمة الطيبة صدقة او بابتسامة فتبسمك فى وجه اخيك صدقة
و السؤال الذى يطرح نفسه الان : فيم سننفق هذه الاشياء؟ هل سننفقها لشراء و عمل ما نعصى به الله و بذلك نكون انفقنا؟ بالتأكيد لا , فنحن نريد هذا الانفاق فيم ينفعنا فى الدنيا و الاخرة

فننفق الاموال على الفقراء و المساكين , نتبرع به لاخواننا فى فلسطين , ننفقها فى
الاعمال و المشاريع الخيرية , و ما اكثرها , ننفقها فيما ينفع الناس و ننفقها
ايضا فيما ينفع انفسنا فلا ننفقها على السجائر مثلا, و لكن بجانب ذلك يجب ان نضع
النية و نخلصها لله عز و جل.
الكلمة الطيبة صدقة , هذه الكلمة التى
افتقدها الكثير فى منزلة او عمله او حتى فى الشارع , فنرى الكلمة البذيئة حلت مكان
الكلمة الطيبة فى كثير من الاحيان , نرى ناس تتكلم عن غيرها و تغتاب و تنم و توقع
بين الناس بالرغم انها تعلم ان الكلمة الطيبة صدقة و من تكلم فاليقل خيرا او ليصمت
و يعلمون "ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه" , و نتيجة
لذلك نرى فى النهاية مشاكل كثيرة فى حياتنا اليومية تعترضنا بسبب اختفاء الكلمة
الطيبة
اما بالنسبة للابتسامة فهى سهلة للكثير من الناس و لكن الاهم ان
نضع النية لها بان تكون لله , و لكن كالمعتاد نجد من الناس من يرى ان هذه
الابتسامة هى تقليل من مكانته عندما يبتسمها للفقير او للقريب , فيرى ان هناك من
الناس من لا يستحق هذه الابتسامة , و الحل لذلك هو التجرد من الحقد و الغرور كما
ذكرنا فى اول بوست , و البعض الاخر ترى طبيعته التشائمية غلبت عليه و جعلت وجهه
عبوس و بسبب ذلك نرى فى جبينه علامة "^"من اثر التكشيرة , و نوجه الكلام لهذه الفئة و نقول
مازال فى الحياة امل , فكفانا مشاكل الحياه التى لا نريد ان تزيد بهذه التكشيرة, ابتسم , و لكن لله
تحذير:
لا تأتى الفتاة و تقول " الابتسامة فى وجه اخيك
صدقة" , فنجدها بذلك وضعت مبرر لنفسها كى توزع الابتسامات و خاصة على الرجال بأخذ
ذلك حجة ؛ كما رأيت فى مسألة الكحل , ناس اعلم انها غير ملتزمة بتعاليم الدين تماما
و عندما سألت عن سبب وضعها الكحل , قالت " سنة عن النبى صلى الله عليه و سلم" , ما
شاء الله , ما هذا التفانى الشديد فى تطبيق سنة النبى صلى الله عليه وسلم ؟!, طبعا
انا هنا لا افرق ان غير الملتزمة بتعاليم الدين لا تضع كحل و الملتزمة تضع , لا
طبعا , و لكنى ذكرت ذلك لان المسلمة عندما تصل لحد معين فى التزامها بتعاليم الدين
لا تفكر اصلا فى وضع كحل عند خروجها , المهم حتى لا اخرج الى مسألة فرعية , يجب
علينا جميعا سواء رجال او نساء ان نتقى الله عز و جل فى افعالنا و لا نأخذ من الدين
فقط ما يعجبنا , بل نأخذ الدين بمفهومه الشامل , الدين الصلاة , الصوم , الاخلاق
الحسنة , العمل , فلا نجزأ الدين و نأخذ الصلاة و الصوم و نترك العمل او العكس
فنأخذ العمل بحجة " العمل عبادة " و نترك الصلاة و الصوم .
: اما بالنسبة
لانفاق الوقت و الجهد , فنننفقهم ايضا فيما يرضى الله , ننفقهم فى المذاكرة ,فى
العمل باختلاف انواعه الحلال

بذلك اكون انتهيت من نقطة الانفاق و اريد
التركيز مرة اخرى على " الانفاق بالمال " لانه اصعب شىء على النفس بالنسبة لناس
كثيرة , فانفقوا و تذكروا الله عز و جل و تذكروا الراحة التى سنجنيها من امر هكذا
عندما يشعر الفقير بالرضى فلا يحقد على الغنى , عندما يشعر المنكوبين فى كل مكان ان
فى ازمتهم هناك من سيقف بجانبهم , هذه الراحة التى تؤلف القلوب اكثر و اكثر و تجعل
الناس فى سعادة ادوم .
فى النهاية اريد ان نذكر بعض بهذه الاية
الكريمة"

بسم الله الرحمن الرحيم " الذين ينفقون فى السراء و
الضراء و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين ( ) و الذين اذا
فعلوا فاحشة أو ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم و من يغفر الذنوب الا
الله و لم يصروا على ما فعلوا و هم يعلمون ( ) أولئك جزائهم مغفرة من ربهم و جنات
تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها و نعم أجر العاملين ( ) آل عمران 134-136


يوم عرفه(7)ا

لقد مر الوقت سريعا و كنت اتمنى ان اكمل معكم معانى التجرد فنقول:
لا للسجائر
لا للكسل
لا لهوى النفس
لا لكل ما يغضب الله

فادعوا الله غدا ان شاء الله ان يجردنا من هذه الاشياء , فالدعوة غدا مستجابة ان شاء الله , ادعوا الله بالعامية او الفصحى , بالعربية أو بأى لغة اخرى فان الله سميع عليم مجيب الدعوات . و لا تنسونا من صالح دعاؤكم , فاستغلوا اليوم غدا باذن الله و تذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
(أفضل ما قلت أنا والنبيون عشية عرفة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له
الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . (.(حسن)
بالاضافة الى التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير؛ استغلوا الغد ان شاء الله فى الاعمال الصالحة ,فان دقائق الغد ثمينة لا تعوض
.
احاديث عن يوم عرفة :
  • روى ابن حبان من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَا مِنْ يَوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، يَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الْأَرْضِ أَهْلَ السَّمَاءِ)) وفي رواية: ((إنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَةَ مَلَائِكَتَهُ، فَيَقُولُ: يَا مَلَائِكَتِي، اُنْظُرُوا إلَى عِبَادِي، قَدْ أَتَوْنِي شُعْثا غُبْرا ضَاحِينَ)).
  • عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب" رواه أبو داود
  • قال النبي صلى الله عليه وسلم "صيام يوم عرفه أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" رواه مسلم.
  • عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء" قال ابن عبد البر وهو يدل على أنهم مغفور لهم لأنه لا يباهي بأهل الخطايا والذنوب إلا بعد التوبة والغفران.

ادعوا الله ان يتقبل منا و منكم صالح الاعمال و يرزقنا زيارة بيته الحرام
و كل عام و الامة الاسلامية بخير


Thursday, November 27, 2008

تكملة حدثنى شيخى 1

الغفلة هى داء الأمة
لقد عبرنا فى المرة السابقة عن الغفلة بأنها عدم ادراك ما يحيط بالفرد , فهو يدرك الشهوة لا العمل للأخرة , كالعصفور الذى يسقط على الحب و هو لا يعلم أن تحته شبكة ستكون هى سجنه و قيده
و هناك فرق بين العرض و المرض
فداء الامة الغفلة
أما الاعراض التى تدل على ذالك فهى كثيرة لا حصر لها و دعونا نضرب الامثلة :
# كسل و نوم
# قضاء الوقت أمام المسلسلات و الاغانى و خاصة بعد انتشار قنوات روتانا و ميلودى , فاصبحت هى القنوات الاساسية الان للكثير
# امشى جنب الحيط و مليش دعوة بأخبار فلسطين و لا العراق , يا عم دول خونة و بيخونوا بعض
# مفهاش حاجة لما اخد حلاوة او اكرمية "الاسم الحركى للرشوة" عشان ظروف الحياة الصعبة
# مفهاش حاجة لما ابص للبنت دى او المسها حتى , ما هى اللى لبسة ضيق
# مفهاش حاجة لما البس ضيق شوية , انا لسه سنى صغير و عايزة اعيش الحياة
# فيها ايه لو قصرت شوية فى المذاكرة , ما انا هذاكر اخر شهر و بعدين عك عك و ربك يفك
# ايه يعنى لما اعمل اتشات فى ساعات العمل الرئيسية و اركن الشغل شوية و لا حتى اعطل واحد شويتين و فيها ايه لو عملت نفسى اصلى و اخد ساعة فيها
# الافراح العجيبة و ما بها من أغانى مريبة تقشعر منها الأبدان
# و فيها ايه .....و ايه يعنى .........دى حاجة بسيطة انى..............الخ

انا لنفرح بالأيام نقطعها و كل يوم مضى نمضى للأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا فانما الربح و الخسران فى العمل

من علامات الغافل:
_عدم رؤية الذنب ذنب
_نسيان الذنب و التهاون فيه
_عدم محاسبة النفس باستمرار
_عم التنبه الى نعم الله و اداء شكرها
_عدم الشعور بقيمة الوقت
_الاسراف فى اللهو
_مقياس الربح و الخسارة هى الدنيا
_اعتبار أى نصيحة او عظة موجهة لغيره

أما اليقظ فينظر بمنظور الاخره :
رب شخص أطلق بصره احرم صفاء قلبه

سيدنا أنس يقول:
المؤمن يرى ذنوبه و كأنه جالس تحت جبل سيقع عليه , و أما المنافق يرى ذنوبه كأنها ذبابة وقفت على أنفه ففعل بها هكذا و أشار بيده

الربيع بن خيثم
رأى ذات مرة حدادين ينفخون فى النار و بالتالى تزيد فسقط مغشيا عليه حتى اليوم الذى يليه لأنه ذكر نار جهنم

يا ترى هل نستطيع ان نرجع بعض مشاكلنا الى داء الغفلة؟
أقول نعم
سأجد من يقول , ليس هذا كلام منطقى فالسبب الحكومة و الظروف و.......و ..........الخ
اقول يجب أن نفرق مرة اخرى بين العرض و المرض و ما يسبب هذا المرض
فالاعراض كثيرة
و المرض واحد الا و هو الغفلة
أما من الاسباب المؤدية الى ذلك فقط تكون فعلا اسباب اقتصادية , اجتماعية او سياسية
لكن هل من المنطق ان نظل غافلين حتى نعمى أبصارنا عن الحق و حتى تموت فينا ضمائرنا تحت هذه الاسباب ؟! .ام المنطق ان نجاهد هذه الاسباب حتى نظل يقظين و نغير هذه الاوضاع التى أدت الى هذه الأسباب؟ و لن نجاهد هذه الاسباب الصعبة الا اذا تعلقنا بالقوى الذى يعيننا على هذه المجاهدة . اذن اول التغيير هو تغيير أنفسنا فان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
و لا يتنافى مبدأ تغيير النفس مع مبدأ الأصلاح ككل
حيث أرى ان التغيير الحقيقى للنفس حتى و لو كان بسيط سينعكس بصورة أو بأخرى على المجتمع
فالفرد الغافل لا يضر نفسه فقط بل يعطل نصر المجتمع و الامة ككل
لذا نجد القائد صلاح الدين يمر ليلا على الجيوش فراى فرد نائم لا يصلى و لا يتلو القرآن مثل الباقين فقال : من هنا تاتى الهزيمة
مازال فى الحديث بقية لمعرفة كيفية الخروج من قيودنا .فانتظرونا ان شاء الله

Thursday, November 20, 2008

حدثنا شيخى 1

جلسنا وراء الستار و انتظرنا شيخنا كى يبدأ كلماته المعهودة
طبتم و طاب منشاكم و تبؤتم من الجنة منزلا ثم الصلاة على النبى و الدعاء
ثم ننتظر لان نسمع تلاوته لبعض ايات القرآن
فما نلبث ان ينتهى حتى نكون اعددنا خواطرنا عن الايات لطرحها كى يبدأ بعدها شيخنا موضوع الحلقة لسلسة "الطريق الى النفس المطمئنة"
فقال:
ان العصفورة عندما ينصب لها فخ تهم على الحب ليس على الشبكة
و من هنا يتضح معنى الغفلة . فهى نوع من عدم ادراك ما يحيط بالانسان , الانسان يدرك الشهوة و ليس التفكير فى الاخرة
و لقد ذكر لفظ الغفلة فى القرآن اربعة عشر مرة
فالغافلون لا تتعلق قلوبهم بالله و يختلف مقدارها من شخص لاخر
و الان دعونا نضرب امثلة للصحابة و التابعين فى موضوع الغفلة
جابر بن عبد الله ذهب ذات مرة ليشترى فاكهة فرآه سيدنا عمر رضى الله عنه فقال له : افكلما اشتهيت اشتريت , اوما تخشى ان يقال لكم يوم القيامة اذهبتم طيباتكم فى حياتكم الدنيا فاستمتعتم بها
فتعجبت فى نفسى و قلت ماذا لو شاهد سيدنا عمر احوالنا اليوم و القيمة الاستهلاكية الغير عادية !!!هل كان سيقول نفس الجملة ام كان الامر سيحتاج اولا لربط القلوب بالله حتى يتفهموا مقولته!.
ثم استكمل الشيخ و كأنه كان ينتظر منا التفكر لثوانى
فقال: ان محمد بن سفيان الثورى قال : حرمت من قيام الليل خمس اشهر بسبب ذنب
و هنا لم اتعجب كثيرا حيث مر أمام عينى مقولة الامام الشافعى
شكوت الى وكيع سوء حفظى فأرشدنى الى ترك المعاصى
و قال ان العلم نور و نور الله لا يهدى لعاصى
و قد كان الامام الشافعى قوى الذاكرة فعندما لاحظ سوء حفظه اشتكى لمعلمه وكيع . فعلم الامام الشافعى ان هذا بسبب ذنب أذنبه ألا و هو " نظره الى كعب امرأه"!!!!!!!!
و تنبهت على قول شيخى عن الامام محمد بن سيرين التقى الورع الذى اصابه دين فسجن بسببه . فقال الامام ان هذا بسبب ذنب أذنبته منذ أربعين سنة , لقد قلت لرجل : يا مفلس
ياااااااااااااااااااااااه , أهذا ذنب يا أمام ؟
و ان كنا نتشتدق بأننا نريد اتباعكم فلماذا لم نرى هذه الاخلاق المثالية الراقية؟

و ازداد تعجبى أكثر عندما سمعت السبب الظاهرى لسجنه و هو ان الامام وجد فأر فى برميل زيت , و خوفا من أن يكون هذا الفأر قد دخل باقى البراميل رمى أربعين برميل و هذا سبب افلاسه
و استرسل الشيخ عن ريحانة الشام أحمد بن أبى الحوارى الذى شكى لسليمان الدرانى أنه لم يوتر البارحة و لم يصلى ركعتين الفجر فى جماعة , فقال له سليمان : هذا لما قدمت من ذنب و شهوة أصبتها و الله ليس بظلام للعبيد.
فالغفلة هى داء الملسلمين الاول. كيف؟
انتظرونا غدا ان شاء الله

Thursday, November 13, 2008

انطلاقة جديدة

ستنطلق المدونة
باطلاق انطلاقة جديدة
انها سلسة "حدثنا شيخى"ف
انتظرونا كل خميس ان شاء الله
اسأل الله ان تكون هذه السلسلة خطوة الى العلو
خطوة الى الرقى
خطوة الى الانطلاق
فانتظرونا كى ننطلق معا ان شاء الله
مساندين بعضنا البعض
نسير على الدرب
مؤمنين
صالحين
مصلحين
مقتدين بالرسول الكريم
حاملين اخلاق الصحابة
رافعين رايات الجهاد
كى نهب لحظة النداء
ان شاء الرحمن

Tuesday, April 15, 2008

حسبى الله ونعم الوكيل

كنت قد اعد ليعض الاشياء لنشرها و لكن تأتى أخبار تجبرك على الاهتمام بها دون غيرها و ان اصبحت معظم القضايا و الامور الان نابعة من يؤرة الفساد التى يجب أن تزول
كانت هذه الاخبار هى الاحكام الصادرة على الشرفاء بعد مهزلة مسرحية كنا نأمل أن تتغير و يظهر الحق و لكن المهزلة استمرت لان بؤرة الفساد مازلت موجودة
لن أتكلم كثيرا و لكن سأترك الاحكام تتحدث عن نفسها و تصرخ معلنة سلسة ظلم فرعون و حاشيته التى لم تنقطع بعد و من جانب اخر تثبت الحق فى قلوب الموقنين به و تدعوا الجبناء و الغافلين أن يستيقظوا للقضاء على هذا الظلم
هذه هى الاحكام :
خيرت الشاطر وحسن مالك – 7 سنوات
يوسف ندا وفتحي الخولي وتوفيق الواعي وإبراهيم الزيات وعلي همت- 10 سنوات
أحمد شوشة وأحمد أشرف وأسعد محمد الشيخة وصادق الشرقاوي وأحمد عبد العاطي - 5 سنوات
محمد علي بشر ومحمود أبو زيد وأيمن عبد الغني وصلاح الدسوقي وعصام عبد المحسن وممدوح الحسيني وسيد معروف وفتحي بغدادي ومصطفى سالم وعصام حشيش وفريد جلبط ومدحت الحداد وضياء فرحات - 3 سنوات
حسن زلط وأمير بسام وأحمد عز الدين ومحمد مهنا ومحمد بليغ ومحمد محمود حافظ وياسر عبده وعبد الرحمن سعودي وخالد عودة ومحمود المرسي وأسامة شربي وأحمد النحاس ومحمود عبد الجواد وجمال شعبان وسعيد سعد علي - براءة
أكثر تعليق أثر فى نفسى و ان كانت المهزلة بأكملها مؤثرة هى تلك التعليقات من مدونة انسى
ووسط حالةٍ من البكاء أكدت صديقات بسمة محمود أبو زيد أنها لم تتمكن من الذهاب لوالدها اليوم لتشهد النطق بالحكم لخوضها امتحانًا في إحدى المواد الدراسية احترامًا لوعدها لأبيها بالتفوق، كما أنها كانت تنتظر براءته لتحديد موعد زفافها، ولكن كل شيء تغير.
ولم تتمكن سارة بشر ابنة د. محمد على بشر (عضو مكتب الإرشاد)، والذي حُكم عليه بالسجن 3 سنوات من قول أي شيء إلا حسبنا الله ونعم الوكيل ودموعها تنهمر بلا توقف.
و انا الان ايضا دموعى تنهمر و اردد معها حسبنا الله و نعم الوكيل
للمزيد من التفاصيل :

Wednesday, January 9, 2008

اربعة عشر خطوة للانطلاقة


من هذا المكان الصغير كانت الانطلاقة
من هذا المكان كانت الدروس المستفادة
كل عام نتكلم و نسمع عن الهجرة و الدروس المستفادة منها
و لكن هل فعلا اخذنا بها؟
فالنتذكر سويا بايجاز دروس الهجرة لعلها تكون الاربعة عشر خطوة الى الانطلاقة و النجاح و ها هى النقاط:

التوكل على الله و ليس التواكل


الاستعداد



الاخذ بالأسباب



تنظيم الوقت و تحديد وقت الخطة


التخطيط



وضوح الرؤية بالنسبة لما تحتاجه نجاح الخطة من معرفة و تحديد الادوار



الادارة الحسنة و توزيع الادوار بشكل اكثر من ممتاز



و يأتى بعد ذلك التنفيذ لا التسويف



تعاون فريق العمل يؤدى الى نجاح العمل بالرغم من اختلاف عناصر الفريق فى السن و الجنس و الديانة



الاستعانة بأهل التخصص



سماع و تطبيق خطة القائد



عدم الاستسلام و الخضوع لاهل الفساد و الظلم " لقد وقع القرط من اذن السيدة اسماء لتخبر عن مكان والدها و الرسول "صلى الله عليه وسلم " و لكنها صبرت و لم تخضع



التفائل و الامل بالنصر



اليقين و الثقة بالله "مابالك برجلين الله ثالثهما


"

كيف نطبق هذه الخطوات فى حياتنا؟
ارى ان الحياة خطة كبيرة تحتاج الى كل النقاط السابقة , فهى تحتاج الى التوكل على الله فى جميع الامور و لا يعيش الانسان الحياة الحقيقة فى الاخرة الا اذا استعد لها من الجوانب الايمانية , الاخلاقية , العلمية و العملية
و هذه الجوانب جميعها تحتاج الى تنظيم و تحديد للاولويات و لكن التنظيم وحده لا يكفى اذ يحتاج الى تخطيط و يجب ان يتم هذا التخطيط بناء على رؤية واضحة للظروف الشخصية و ظروف المجتمع و الامة حيث الانسان لا يعيش بمفرده و لن يحقق انطلاقته بمفرده ككائن مستقل و من ثم يجب ان يكون هناك اشخاص تستعد معه فيتم تحديد لادوارهم فى ظل رؤية واضحة لتحقيق هدف واضح و لكن لا ينتهى الامر عند الادارة و حسب بل يجب التنفيذ و يجب ان يكون هناك قائد لهذا الفريق كالاب فى بيته أو كالمدير فى شركته. و لن تثبت هذه الادارة نجاحها الا بتعاون الفريق و ثباتهم فى المحن لتفائلهم و لثقتهم فى الله عز و جل

ارى اننى تكلمت بصورة عامة فى المثال السابق حتى لا اضع نموذج محدد للناس و لكن يمكننا ان نخصص الكلام و نضع له اكثر من شكل سواء كانت هذه الخطة هى خطة حياة بأكملها ام خطة مشروع سواء كان مشروع زواج او مشروع شخصى أو خطة لاصلاح الامة و قد تكون خطة بسيطة كخطط المذاكرة
ادعوا الله ان نستفاد بشكل عملى
من تلك الخطوات و تكون فعلا سبب كى ننطلق.