Thursday, December 13, 2007

من معانى التجرد

نريد ان نتجرد , و لكن من اى شىء نتجرد ؟, و ما هو نوع التجرد الذى نريده فى كلامنا هذا ؟, التجرد الذى نريده هنا هو ترك شىء محبب بحب لاجل من نحب , و هذا المعنى استخلصته من موقف الحجاج , فهم يتركون الاشياء المحببة الى انفسهم من بيت و اولاد و شهوات عديدة بحب من اجل الله عز و جل , فلم يغصبوا على ترك هذه الاشياء , بل تركوها بكامل ارادتهم و بمنتهى الحب . كما اننا نجد فى الحج معنى التجرد يشمل التجرد من الحرام و التجرد من الحلال , بمعنى ان هؤلاء الحجاج تجردوا من معاصيهم و اعلنوا التوبة , فتجردوا من الاشياء المحرمة ؛ بالاضافة انهم تجردوا من الحلال , فنجدهم مثلا قد تجردوا من النوم من اجل اقامة المناسك و الذكر و القيام ؛ نجد الرجال قد تجردوا من ملابسهم بقطعتين من القماش لاجل الله عز و جل و العمل بما امر ؛ و الملاحظ هنا ان العامل المشترك هو التجرد لله عز و جل فى كلا الحالتين . و من هنا اريد القول : لماذا لا نستغل نحن هذه الفرصة و هذه الايام المباركة و نتجرد ايضا من ذنوبنا التى نصر عليها ؟, و ان كان هناك من تخطى هذه المرحلة فلماذا لا يرتقى الى الدرجة الاعلى و هى التجرد من الحلال؟ , و ان كان كلا الحالتين يتطلبوا من الشخص الصدق مع الله عز و جل و التوبة النصوح مع اخذ خطوة الى سبيل التجرد , فلا يقول شخص و هو يجلس على المقهى انه فعلا يريد ترك السجائر و انه صادق و بالرغم من ذلك مازال يجلس , و هنا انا لا اعارض المقهى كمكان , و لكننى اقصد ان هذا الشخص لم يتخذ خطوة الى التجرد من هذه السجائر قد تكون بترك المقهى او بترك صحبة سيئة او ...الخ . لذا علينا ان نكون صادقين مع الله و مع انفسنا و نتخذ خطوة حقيقية من اجل الاصلاح , نعم الاصلاح , لان القارىء قد يتوهم ان عملية التجرد هذه عملية روحية فقط غير مرتبطة باصلاح الفرد من الجوانب المختلفة و المجتمع من حوله , مع اننا اذا دققنا فى معنى التجرد لوجدنا انه اول خطوة فى طريق الاصلاح . فاذا تجرد الانسان من طمعه و الحكام من جشعهم لانتشر السلام فى الارض.و من هنا سأكتب بعض الاشياء التى سنحاول سويا التجرد منها فى هذه الايام بالاستعانة بالله عز و جل و الصدقة و الدعاء و الصدق و التوبة .الشىء الاول : التجرد من الغرور و الحقدقد نقع فى الغرور بقصد او من غير قصد , فنجد الغرور احيانا يظهر فى طريقة كلامنا لاظهار اننا الاحسن و الاصح او فى سيرنا او من خلال بعدنا عن الفقراء و مساعدتهم من بعيد دون التقرب اليهم او من خلال عدم حمل حقيبة عيش مثلا بحجة " البرستيج" او ....او ,,,الخ ؛ و قد نقع فى الحقد على اشخاص اخرين لتحقيق نجاحات معينة لهم , فنجد صدرنا احيانا يضيق لهم و لا يتمنى لهم الخير , و امثلة من ذلك كثيرة . قد يتسائل البعض لماذا اخترت هذين الشيئين كأول شىء من معانى التجرد ؟, و الاجابة انى اخترتهم لعدة امور اولها انى لاحظت ان معظم المشاكل فى وقتنا الحالى تنتج من هذين الشيئين , و هذا لان الحقد يولد بالقلب الضغينة و الغرور يولد الكبر , فنجد مشاكلنا محصورة بين ضغينة و كره و بين اشخاص لا يريدون التنازل عن غرورهم و كبرهم من اجل الاعتراف بالخطأ و التسامح و الاصلاح , مع اننا فى وقت نحتاج الى ان نضع الساعد فوق الساعد , فى وقت نحتاج الى التعاون بشكلى عملى بدون غرور و حقد , بل تعاون بمحبة ؛اما السبب الاخر لما يولد التجرد من هذه الاشياء من معانى سامية و سماحة صدر تجعل الناس يعيشون فى سلام اكثر و هدوء و استقرار .بذلك اكون قد انتهيت من الشىء الاول الذى يتطلب منا الصدق مع انفسنا و البحث فى اغوار النفس و خباياها عن الاشياء التى قد تدل على الغرور و الحقد و نحاول التجرد من هذه الاشياء فقط لله عز و جل , مع الدعاء و الصدقة بنية ان الله عز و جل يرزقنا التجرد من هذا الشىء .مازال للحديث بقية و لمعانى التجرد تكملة فالنستمر معا بأذن الله فى خطوات الى طريق التجرد الاصلاحى

No comments:

Post a Comment

انطلق برأيك