Sunday, August 29, 2010

فذكر

بسم الله الرحمن الرحيم
أذكر نفسى و أياكم ببعض النقاط استعدادا للعشر الأواخر من رمضان
اولا
تجديد النية . و لقد كان للداعية مصطفى حسنى اليوم فى حلقته معنى رائع الا و هو ماذا نريد من ليلة القدر ؟ ان كنا نريد فقد ثوابها فالله كريم سيعطينا الثواب . ان كنا نريد فقط ثوابها فستكون النتيجة ما نراه فى أول يوم فى العيد و هى ان المساجد خالية حزينة فأين عباد الله ؟! و بهذا الشكل تكون ليلة القدر بداية انقطاع و بعد عن الله عز و جل . فاذا ما اطمئن المصلين انهم أخذوا الأجر تكاسلوا و عادوا لما كانوا عليه . لذا دعونا نجدد النية اننا لا نريد الثواب فقط حيث اراد الله بهذا الثواب أن يشجعنا و يقربنا اليه لاننا وضعنا بأيدينا حواجز بيننا و بين الله فأراد الله الودود أن يقربنا اليه لانه يحبنا فهو العزيز الذى قال للشيطان "ان عبادى ليس لك عليهم سلطان" و ما أحلى كلمة عبادى فى هذا الموضع" لذا دعونا نجدد النية حتى لا نكون كالذى يأخذ حاجته ثم يبعد كالتلميذ الذى يصلى و يطلب لنجاح فاذا نحج ترك الصلاة . نحن نتعامل مع أكرم الأكرمين و أجود الأجودين . دعونا نخلص النية اننا نريد الله عز و جل فيكون هو غايتنا فوق كل الغايات حتى تستمر علاقتنا به بعد رمضان فتكون ظاهرة فى تعمير المساجد و الأخلاق الحسنة و أعمال الخير و البر . دعونا نجدد النية حتى يهدينا الله الى الطريق المستقيم فلا ننقطع و نحيد عنه .
ثانيا : أكثروا من أعمال الخير و تلاوة القرآن و لنجعل ختمة أو أكثر فى تلك الأيام . فالنجاهد أنفسنا و نقلل من نومنا و أكلنا و الله المستعان فى أشغالنا حتى لا نتحجج على أشغالنا فنترك نفحات هذه الأيام الكريمة الطيبة . دعونا نقرأ القرآن و نعمل به فى آن واحد حتى لا تكون قراءتنا حجة علينا فنكون ممن سابقوا و سارعوا

وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ

الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ

وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ

أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ

قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ

هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ

وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ

وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ

أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ

ثالثا : أروا الله من أنفسكم خيرا . فجددوا النية و النية هى ما وقر فى القلب و صدقه العمل . فالنرى الله ما نستطيع من أنفسنا من أعمال . و لكن فالنحذر :
رابعا : الاطمئنان الى أعمالنا و أن نظن فى أنفسنا الأخلاص . فالأخلاص مطلب عسير لذا علينا العمل مع طلب الصدق و الأخلاص. و لنحذر أيضا ان يأخذنا هذا الشعور الى ترك ما نقوم به من أعمال الخير تخوفا من الرياء . نحن علينا العمل و الاستعانة بالله و أن نسأل دائما الله الجنة و النجاة من النار و لا نعتمد على أعمالنا وحدها لان الأصل هو اعتمادنا على رحمة و كرم الله عز و جل . فتذكروا "لا ترى فى أنفسكم اخلاصا فانه أول الرياء .
خامسا :تذكروا هذه المقولة للرسول صلى الله عليه وسلم " مضى زمن النوم يا خديجة
سادسا : العفو عن الناس مهما كانت الأساءة . دعونا لا نكبر مساحة كرامتنا على ما أمر به الله عز و جل حتى لو اتهمنا الأخرين بقلة الكرامة و أهانة أنفسنا فالنحتسب ذلك عند الله لاننا نعامل الله لا الناس و لنتذكر مقولة للأمام الشافعى :
سابعا : " ان استطعت أن تغير من خلقك فافعل و ان لم تستطع فسيسع خلقنا ما ضاق منك " أى اذا رأيت شخص على سبيل المثال لديه خلق غير طيب و هو لم يستطع تغييره فالنجعل سماحة أنفسنا تصبر على خلقه و تسعه و بذلك نصبر على أذى الأخرين . فحسن الخلق كما قال الشيخ يعقوب ليس فقط بالتحلى بالأخلاق الفاضلة بل بالصبر أيضا على أذى الأخرين و احتواءهم " ادفع بالتى هى أحسن فاذا الذى بينك و بينه عداوة كأنه ولى حميم " و هنا تعلو قيمة الدعوة فى النفوس و تخرج الكلمات من مكنونها تنطلق الى الناس دون تخوف منهم بل صبرا عليهم .
ثامنا : ليكن هدفنا ان شاء الله هذه الأيام هى القرب الى الله , العتق من النار و دخول الجنة . و لكى نستشعر معنى الدعاء بهذه الأشياء يجب علينا أن نعيد لأذهاننا معنى الجنة و معنى النار بقراءة شىء عنهم أو بتذكر أشياء عنهم . فالنار ستكون أشد حرا من هذا الحر الذى نعانيه تلك الأيام . فالنار ستكون أشد من نار الدنيا و أبسطها لنقف أمام بوتجاز و نتخيل هل سنتحمل أن نلقى فيها؟! فيخرج حينها الدعاء من أعماق أنفسنا و بصدق , و لنستشعر الجنة و لنقف أمام شجرة و نتخيلها أنها من ماس و ذهب . لنقف أمام بيتنا قبل أن نصعده و نتخيل طوبه كأنه أمام أعيننا لبنة من ذهب و لبنة من فضة و مونته المسك فهذا ستكون بيوت الجنة ....و بهذا التخيل للجنة و النار سيتعمق معانيهم فى أذهاننا كى ندعو بصدق و أخلاص ليس مجرد دعاء مع الداعين و فقط.
تاسعا : فالنجعل نصيبا من وقتنا لمحاسبة أنفسنا و رد حقوق العباد ان استطعنا . فالنجعل نصيبا لمساعدة محتاج أو اطعام مسكين أو زيارة مريض أو صلة رحم فمن أراد أن يمد الله له فى عمره فاليصل رحمه
عاشرا و أخيرا : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كان له أجر حجة تامة تامة تامة ". فالنجعل قلوبنا عامرة بذكر الله و ألسنتنا و اذا أرغمتنا الظروف أن نكون فى عزومة أو وسط ناس فى أعمالنا فالنجلس معهم بأجسادنا فقط و لتكون قلوبنا مسبحة مرفرفة فى ملكوت الله و لنحثهم على الطاعة فى تلك الأيام الجميلة فالأوقات غالية و دقات قلب المرء دقائق و ثوان.فالأنسان مجموع أوقاته .
و لنحاول فى تلك المحاسبة كتابة ما نريد أن نغيره من أنفسنا و ما ريد أن نعلى قيمته فان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . و لنتذكر دائما أخواننا المسلمين المستضعفين فى الأرض فى الدعاء.
و أختم كلامى بخاطرة عنوانها القمر يضحك
دائما ما أرى للقمر عينان و أنف و فم
دائما ما أرى القمر عابس و كأنه حزين على حال أهل الأرض و يريد أن يعرض عنهم فلا يراهم
حقا حزنت عندما رأيت القمر أول أمس متناقص فهو دليل على رحيل ذلك الشهر
لكن فرحت اليوم اذ تأملته فوجدته يضحك
لأول مرة أرى القمر يضحك و لا أعلم هل هو ضاحك لانه فرح بعباد الله و عبادتهم لله أم انه فرح استعدادا لاستقبال الملائكة على الأرض ؟! أم انه يبتسم كى يبلغ أهل الأرض " ابشروا فان بعد العسر يسرا " .لم استطع حينها الا اننى ابتسمت له . ابتسمت للقمر فهو يبتسم . فالنتفائل و نحسن الظن بالله .
اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنا
اللهم اعتق رقابنا من النار
اللهم أرزقنا الفرودس الأعلى و مرافقة نبيك فقى الجنة
اللهم أجعل القرآن حجة لنا لا علينا
اللهم ارزقنا تدبره و تلاوته فى الليل و النهار
اللهم زكى أنفسنا فأنت خير من زكاها
اللهم ارضى عنا و ارزقنا رؤية وجهك الكريم فى الجنة
اللهم ارزقنا الصراط المستقيم

No comments:

Post a Comment

انطلق برأيك