Thursday, August 26, 2010

مدرسة الحب - 15 - الرافض لدخول مدرسة الحب

حلقة خطيرة و مخيفة

الرافض

معظمنا قد يكون مر بهذه الفترة و ان لم تكن مررت بها أيها القارىء فاحمد الله كثيرا و ان مازلت فى هذه المرحلة فادعوا الله أن ينجيك منها و يفتح قلبك و ينور بصيرتك

هذه المرحلة تكون شقان . الشق الاول هو الرفض العام لسماع ما أنزل الله و تطبيقه و الشق الأخر هو سماع جزء من كلام الله و رفض جزء أخر .

و لنقرب النموذج و نضرب الأمثلة. فنحن نرى فى زماننا هذا الكثير ممن يرفض كلام الله و تطبيق أوامره و هم عيان للجميع فمنهم من يفعل ذلك تبجحا على شاشات الفضائيات فيكون الرفض صريح واضح . و الشق الأخر و هو ذلك الشق الذى قد نقع فيه نحن و هو الأخذ لبعض أمور الدين و تقبلها و رفض لأمور أخرى فلا نسمع حينها الا أنفسنا و يكون هذا الأمر اما عن جهل تام أو عن جهل العلم . و جهل العلم أقصد به الفهم الخاطىء لمنطقنا القائم على المبررات و الحجج حتى نظن انه صحيح فلا نرى شىء فى رفضنا الا انه قمة الطريق المستقيم حتى اذا ا أنار الله قلوبنا نعلم اننا لم نكن لنسمع الا لأنفسنا و لا نتبع الا أهوائنا . فالرفض هنا يكون نابع عن كبر خفى فى النفس و اعتماد على الذات و مخططاتها أكثر من الاعتماد على الله و يكون ناتج أيضا عن التشكك فى أحوال و أمورو نوايا الآخرين فيكون البعد عنهم حتى اذا ما اكتشفنا اطريق الصحيح نجد أنفسنا واقفين فى الطريق بلا صديق أو معين . و مثال على ذلك هذا المثل الذى وقعت فيه شخصيا فى فترة من الفترات و أدعوا الله أن يغفر لى ما كان . لقد رفضت من قبل حضور بعض أعمال الخير و الدروس الدينية تشككا فى نوايا الأخرين و تحججت بذلك بأمور ظاهرة و فى الحقيقة لم تكن هذه الأمور الا أشياء وضعتها أمامى لتكون عائقا فى الرفض و لو أخلصت النية و تركت العباد لشؤنهم ما كان الرفض . فمثلا أرفض سماع درس دينى لان الشيخ لا يهتم بذكر القضية الفلسطينية فى دروسه فاشكك فى نواياه و أحواله انه خائف من الخوض فى تلك الأمور و يتبع هواه فىما يدعو و لذلك فلن أسمعه . فكنت أرفض و لم أكن أعلم بجهلى أن هذا رفض لدخول أنوار الله الى قلبى . أضرب هذا المثل الذى يبدو فى ظاهره بسيطا و لكنه فى الحقيقة عظيما ليس تبجحا و لكن لعل يراه الأخرين عبرة فلا يقعوا فيه فنحن نتعلم من بعضنا و دعونا نتعامل مع أى أمر خير فى حياتنا بهذا المنطلق" ان يك كاذبا فعليه كذبه و أن يك صادقا يصبكم بعض الذى يعدكم " . فنحن لسنا حكام على أمور و أحوال العباد . و المؤمن كيس فطن فيما يضره لا فى أعمال الخير أو فى رفض اتباع الحق حيث يتحجج منا بأن المؤمن كيس فطن كى يعلى قيمة أفكار نفسه و يحط من أفكار الأخرين و هو لا يدرى ان هذا لا يمس للفطنة فى شىء . فدعونا لا نخلط لأمور و دعونا ندعى الله باستمرار أن ينور لنا بصيرتنا و يفيض علينا من أنواره .

و لنضرب نماذج أكثر مثل الرفض لسماع كلمة عن الله عز و جل , رفض لفكرة الحجاب مع ان الفتاة قد تكون أخلاقيا ممتازة , رفض لتقبل الحق فيما يعارض شهواتنا , رفض للتواضع للأخرين , رفض للحلم على الأخرين , رفض للصبر , رفض للدعوة الى الله . رفض لكل معانى و أخلاقيات مدرسة الحب . فاللهم لا تجعلنا من الرافضين و اجعلنا من الصالحين و احشرنا فى زمرة المساكين و اغفر لنا ما كان منا و تجاوز عن سيئاتنا أجمعين

No comments:

Post a Comment

انطلق برأيك