انطلاقة فى النفس و الروح البشرية بخلقين فقط

رمضان أوله رحمة ووسطه مغفرة و آخره عتق من النار

و هانحن فى أيام المغفرة , نسأل الله عز وجل أن يتغمدنا برحمته و يغفر لنا

فان الله عز و جل يغفر فيما بينه و بين العبد, و فيما بين العبد و العبد فهو بينهم و لن يغفر الا اذا تسامحوا في ذلك

سبحان الله ! ان ذلك قمة العدل ؛انه العدل الالهى

فالله لا يغفر لعبد اسأء لعبد آخراسائته الا اذا سامح العبد فى هذه الاساءة _و هنا الاساءة بمفهومها الشامل المتعدد الاشكال

يا الله

!ما قمة هذا العدل؟

!و ما قمة هذا النقاء الذى يحدث فى النفوس بسبب شىء كهذا؟

!وما شكل المجتمع الذى تسود فيه مثل هذه الشفافية؟

و ما شكل هؤلاء البشر اللذين يعترفون بأخطائهم ويسامحون غيرهم؟!كثير منا يجد الاعتراف بالخطأ جريمة و يرى التسامح هزيمة مع أن قمة الاتزان النفسى الانسانى العفو عند المقدرة والاعتراف بالخطأ مع عدم تكراره

و كلما تقربنا الى الله بصفة من صفاته قربنا الله اليه بهذه الصفة

اى اذا تقربت الى الله بصفة العفو عن طريق العفو عن الآخرين سيقربنى الله اليه بهذه الصفه و يعفو عنى بعفوه و رحمته؛ و قد يستعجب البعض هذا الكلام و لكن لما لا ؟ لما لا و اننا حين نتقرب الى الله بصفة من صفاته ندعوا الى الله بصورة عملية, فيرى فينا الناس صفة كالعفو فيتفكرون فيمن اعطانا هذه الصفة فيعرفون أن الله هو العفو

ما أقوله الان ليست مجرد كلمات للوعظ و لكنها انطلاقة فى أخلاقنا و انطلاقة فى ارواحنا

عندما نعترف بأخطائنا فنحن نعترف من انطلاقة حدثت فى النفس فلم ترى الا الله أمامها, فخافت الله و نسيت الناس , خافت الله و نسيت عاقبة هذا الاعتراف , خافت الله و رأت المصلحة العامة فوق مصلحتها و عمارة الارض فوق عمارة حياتها ؛ فكم من مشاكل و مصائب حدثت بسبب التستر على أخطائنا و عدم الاعتراف بها؟!كم من بيوت هدمت بسبب عدم اعتراف الازواج بأخطائهن ؟!و كم و كم من المشاكل.

عندما نعفو عن الاخرين فنحن نعفو من انطلاقة فى نفوسنا , انطلاقة رأت القرب الى الله أسمى و جنته مأوى فسامحت الآخرين, و رأت أن المصلحة العامة فوق أى شىء ؛فكم من مشاكل و مصائب حدثت بسبب عدم العفو عن الاخرين و أشهرها قضية الثأر التى تؤدى الى قتل ارواح بريئة بلا ذنب و لكن مكمنها فى عدم العفو؟!هذا غير المشاكل التى تحدث بين الاصدقاء و الاخوات و الازواج لعدم مسامحتهم البعض و التحجج وراء "الكرامة "مع أن الكرامة و العزة لا تتناقض مع التسامح و هنا نتذكر موقف سيدنا يوسف مع أخوته عندما عفا عنهم برغم ما فعلوه فيه , ثم يأتى رسولنا المصطفى "صلى الله عليه و سلم "يوم فتح مكة و يقول مثلما قال الكريم بن الكريم "اذهبوا فأنتم الطلقاء "برغم ما لقاه من أذى منهم و لم يتحجج الرسول صلى الله عليه وسلم"و سيدنا يوسف "بكرامتهم"لانهم رأوا ما هو أعلى و أسمى و نظروا الى المصلحة العامة و عمارة الارض بخلق كهذا

لذا نريد انطلاقة فى اخلاقنا بهذين الشيئين :

الاعتراف بالخطأ

و العفو عن الاخرين

و هذه الايام تساعدنا و تحفزنا على ذلك لاننا نعلم أن الله عز و جل سيغفر لنا ما بيننا و بينه برحمته ان شاء و لكن ما بين العباد بعضهم البعض لن يغفر الا اذا تسامحوا فيما بينهم اولا و ذلك يتطلب من طرف الاعتراف بخطئه و من طرف المسامحه و العفو .ماذا تنتظر , فكر فيمن أسأت اليهم و اعترف لهم أو أطلب مسامحتهم و تب الى الله توبة نصوحة و تذكر من أساء اليك و سامحه و اعفو عنه

و لا تتردد

فالعل خلق كهذا يجعلك تنال عفو الله فى هذا الشهر الكريم